توضيحات ومستجدّات: قضيّة نهرالقملة

استكمالاً لرسالتنا إلى حضرة رئيس بلدية صيدا حول قضيّة نهر القملة، وثقةً منّا برحابة صدره ومعرفتنا بصدق انحيازه لما فيه مصلحة المدينة وناسها، وجدنا من المناسب الإضاءة على بعض  التفاصيل المهمّة والمعلومات المستجدّة والمؤثّرة على مسارات حل القضيّة، والتركيز على النواحي التي تلامس المصلحة المباشرة للسكّان المتضرّرين من تلوّث النهر، في الوسطاني وفي تعمير حارة صيدا.

النص التالي، التفاعلي والمبسّط (صيغة سؤال وجواب)، والأفكار الواردة فيه هو بتصرّف جميع المعنيّين الحريصين على الوصول الى حل سريع وشامل وعلمي للقضية. هو بتصرّف نوّاب المدينة ورؤساء البلديّات المعنيّة ودوائرها الهندسيّة والأخصائيّين في مشروع الأمم المتحدة وجميع الفاعلين في المجتمع المدني.

 

ما هو نهر القملة؟

القملة هو نهر شتوي، يتغذّى تاريخيّاً من بعض الينابيع في مجدليون وحارة صيدا وعبراوالهلالية . يبدأ مساره من مجدليون   نزولاً نحو الوادي الفاصل بين عبرا وحارة صيدا، لينعطف عند دوّار القناية باتجاه أسفل القيّاعة ليخترق بعدها بساتين وأحياء الوسطاني مكملاً طريقه ليصبّ في البحر.

east west roads4

لماذا مجرى النهر ملوّث اليوم؟

                        هناك ثلاثة أسباب:

  • أوّلاً بسبب تسرّب المجارير إليه من خط للصرف الصحّي يمرّ داخل حرم النهر. هذا الخط يعاني من أضرار متنوّعة في بنيته. (خط رقم 3 الذي يخدم منطقة تعمير الحارة وصولاً الى دوّار القناية- نفّذته الشركة العربية قبل ثلاثة سنوات بتمويل من مجلس الإنماء والإعمار)
  • ثانياّ بسبب تحويل أجزاء من شبكة الصرف الصحّي الى النهر مباشرة وعدم وصلها بالشبكة الرئيسيّة التي تنتهي بمعمل التكرير في سينيق. (أجزاء من شبكتي الهلاليّة وعبرا)
  • ثالثاً بسبب تحويل مجارير بعض الأبنية بشكل فردي الى النهر وعدم شركها بالشبكة الرسميّة، إمّا لغيابها أو لتعطّلها. (حالات نجدها في نطاق بلديّات صيدا <الوسطاني> وحارة صيدا والهلاليّة)

من هم المتضرّرون من هذه المشكلة؟

المتضرّرون المباشرون هم من يخترق النهر الملوّث أحياءهم، تحديداً أهالي الوسطاني (بين القيّاعة شرقاً وخط السكّة غرباً) وتعمير الحارة (شرق دوّار القناية).

ما هو الحل المنوي تنفيذه خلال هذا الصيف في الوسطاني؟

تنفيذ قناة اسمنتيّة مقفلة ( كلفرت) مكان مجرى النهر، من جهة تتّصل بالقناة القائمة حاليّاً عند خط السّكة (والتي تؤدّي الى البحر)، ومن الجهة الـأخرى تتبع مسار النهر صعوداً لمسافة 200 متر تقريباً، أي تتوقّف مقابل مجمّع رستم.

culvert5-01

وهل ينهي هذا الحل المشكلة البيئيّة ويقضي على آثارها على السكّان؟

حتما لا، وذلك لأنّ طول الكلفرت المنوي تنفيذه لا يكفي لتغطية كامل المجرى المكشوف بين خط السكة والقيّاعة وطوله 450متر تقريباً، بالتالي فإنّ بنايات مجمّع رستم وصولاً الى بناية العلي سوف تبقى بمواجهة النهر الملوّث المكشوف.

وما هو الحل الأمثل المقترح؟

فصل المجارير نهائيّاً عن مياه النهر وذلك بإصلاح الأعطال في الشبكة الموجودة واستكمالها حيث يلزم. حينها، تذهب المجارير الى محطة التكرير في سينيق حيث يجب، وتجري المياه النظيفة في النهر لتصب في البحر.

أليس هذا الحل بعيد المنال؟

كلا، خصوصاً بعد التطوّرات الحاصلة على الأرض ابتداءاً من نهاية شهر حزيران المنصرم. فقد أدّت الجهود المبذولة من إدارة محطة سينيق للتكرير بالتنسيق مع بلديّة حارة صيدا الى عزل مجرى النهر شرق دوّار القناية وتحويله الى شبكة الصرف الصحّي الرئيسيّة، وبذلك لم تعد تمر مجارير تعمير الحارة باتجاه الوسطاني ابتداءً من 4 تموز 2014. وهكذا أصبحت المشكلة الكبيرة و المترابطة للنهر الملوّث منقسمة الى جزئين، كلّ منهما يمكن معالجته بشكل مستقل عن الآخر.

أعمال كشف المجرور المتضرّر في تعمير الحارة
أعمال كشف المجرور المتضرّر في تعمير الحارة

كيف ذلك؟

                        شرق دوّار القناية: انتهت أعمال تعزيل وتنظيف مجرى النهر التي بدأت منذ عشرة أيّام والهادفة الى تقدير حجم الأضرار اللاحقة بشبكة الصرف الصّحّي المحاذية للنهر. على ضوء ذلك،من المنتظر أن يصدر عن الجهات المختصّة تقرير شامل يحدّد الأضرار ويقدّر كلفة الأعمال لإصلاحها. وبفعل تحويل المجرى شرق دوّار القناية الى الشبكة الرئيسية وعزله عن باقي المجرى الممتد الى صيدا، أصبح هذا الجزء من النهر مشروعاً مستقلّاً بالإمكان بدء العمل فيه مباشرةً ليستكمل في غضون أشهرٍ قليلة.

                        الوسطاني:  بعد العزل المتحقّق لمجارير الحارة عن الوسطاني، بات بالإمكان الإكتفاء بتنفيذ قسطل قطره40سنتم ليستوعب المجارير المتبقّية الآتية من بعض عبرا والهلالية ومن البنايات المعدودة المحاذية للنهر. الكلفة المقدرة لتنفيذ هذا القسطل موازية للكلفة المرصودة حالياً لتنفيذ القسطل الاسمنتي العريض (الكلفرت)(120،000$)، ولكن مع فوارق أساسيّة:

  • قسطل ال 40سنتم يمر بمحاذاة النهر عند طرفه ولا يستبدله ويلغيه كما يفعل الكلفرت.
  • قسطل ال40سنتم يؤمن فصل تام بين المجارير ومياه الشتاء بخلاف الكلفرت الذي يضمّهم سوياً. في الشتاء، وفي حالات السيول المندفعة في المجرى، يفيض الكلفرت بمجاريره على ضفتي النهر، فيما القسطل يعزل المجارير فلا تتأثّر بالعوامل الطبيعيّة. تجدر الإشارة الى أن مقاس الكلفرت المخطط أصغر من الكلفرت الذي قبله(تحت دوار القناية) والذي بعده (تحت خط السكة)، وهذا سبب إضافي للفيضان عند اشتداد ضغط المياه.
  • الأهم هو أن القسطل ينهي معاناة الأهالي هذا الصيف بشكل نهائي، أما الكلفرت فيبقي عليها حتى تأمين تمويل إضافي لاستكمال ال450 متر التي هي كامل المسافة المكشوفة. وفي حال تم ذلك تبقى مساوىء الكلفرت الآنفة الذكر. (راجع أيضا رسالتنا إلى رئيس بلدية صيدا)

فكرة واحدة على ”توضيحات ومستجدّات: قضيّة نهرالقملة

  1. تنبيه: مشاريع صيدا البيئيّة: بين الشعارات والواقع | Lil Madina Initiative

أضف تعليق